إسرائيل هي أساس المشكلة

هل لاحظتم أن اللغة التي نستخدمها في الدراما الإنسانية في غزة تغيرت كثيرا؟

 عندما تُذكر فلسطين نتذكر علي الفور غزة. و غزة الآن مرتبطة بمشكلة حماس. و هم يفعلون هذا عمدا، كي يجعلوننا نفكر أن الكارثة الإنسانية التي تحدث في غزة هي مشكلة حماس وحدها. فهم يرسمون لوحة يصورون فيها ان المشكلة الآن في غزة فقط؛ و كأن باقي الفلسطينيين يعيشون في السلام و الأمن و أن سكان غزة وحدهم هم من يعانون بعد حكم حماس التي يتهمونها بالتشدد.

 و يقولون أن حماس بدأت العمليات الإرهابية ضد الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، و  كانت سببا للهجوم الإسرائيلي علي غزة، الذي يصفونه بالدفاع عن النفس ضد صواريخ حماس، و ذود عن الشعب الإسرائيلي المسكين- علي حد قولهم- و يقولون: ” لا تحزنوا علي النساء و الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية علي غزة، فهؤلاء كانوا إرهابيي المستقبل”. و هذه هي الخلاصة.

إن التلاعب بألفاظ اللغة و بوضع سيناريوهات ساذجة تهدف إلي القيام بحملات إعلامية كي تمنعنا من فهم الحقيقة، ربما هذا أحد أهدافهم. فقد نشرت مجلة “دوغودان” التركية علي غلافها موضوع تحت عنوان”المشكلة هي إسرائيل”.

أما الآن فانه لمن الصعب أن يفهم الناس المشكلة الحقيقية في الشرق الأوسط بعد أن تم التلاعب بالألفاظ و المسميات؛ لان الإعلام الغربي و العالمي يصور أن المشكلة هي فلسطين. إن التلاعب بالألفاظ و قلب الحقائق يجعل الناس لا يشعرون بالمأساة التي يعيشها الفلسطينيون الآن في غزة.

و بعدما تم التركيز علي أن المشكلة هي فلسطين و ليست إسرائيل، أصبح النزيف الفلسطيني مشكلة العرب و إسرائيل وحدهما، و ليست مشكلة المسلمين أو مشكلة العالم. لكن في الواقع ان المشكلة الأساسية هي احتلال القدس، و هذا الألم لا يخص العرب وحدهم بل يخص المسلمين جميعا. و إذا نظرنا إلي احتلال مدينة القدس من منظور أوسع فإننا سنجد أن الأمر يخص المسيحيين أيضا.

و بعد اختصار المشكلة الفلسطينية إلي صراع عربي إسرائيلي، راجت فكرة القومية العربية و استفادت إسرائيل بدرجة كبيرة من هذا الواقع واستغلته لصالحها. و في عهد الرئيس عرفات تم اختزال المشكلة الفلسطينية، علي نطاق أوسع، إلي صراع فلسطيني إسرائيلي و تم اختزال قضية القدس في داخل هذا الصراع.و في وقتنا الراهن اختصرت هذه المشكلة إلي مشكلة غزة.

و يمكننا الآن أن نتحدث عن حماس و لماذا أصبحت مستهدفة.

لقد أرادت إسرائيل أن تقسم فلسطين بدعمها لفتح ضد حماس؛ فهدفها أن تقضي فتح علي حماس و هو الأمر الذي صعب علي إسرائيل فعله. و قد فشلت هذه المحاولة. و لكي تكسر اسرائيل شوكة حماس قامت بمحاصرة غزة بدعم من الدول المؤثرة في المنطقة، و عندما فشلت هذه الخطة أيضا استخدمت إسرائيل آلات الموت و الدمار.

إن وجود حماس علي الساحة الفلسطينية سياسيا و أيدلوجيا يعني إن المشكلة هي إسرائيل، لذلك تسعي إسرائيل للقضاء علي هذه الحركة. و لو نظر العالم إلي إسرائيل علي أنها هي المشكلة فان إستراتيجية حل المشكلة سيتغير.

هناك مشكلتان أساسيتان في فلسطين و هما: احتلال القدس و قضية اللاجئين. و هاتان القضيتان لابد من إيجاد حل عادل لهما. فإسرائيل التي تضلل العالم، و جعلته ينسي قضية القدس، فهي تقترح الآن طرد عرب إسرائيل إلي أراضي الدولة الفلسطينية الجديدة المحتمل قيامها. و سيكون الجدل مستقبلا ليس حول عودة اللاجئين الفلسطينيين المهجرين إلي الوطن بل إلي إبقاء فلسطينيي إسرائيل داخل أراضيهم المحتلة. و الجدل الدائر الآن ليس لإنقاذ فلسطين أو تحرير القدس بل لطرد حماس من غزة، و ستكون المفاوضات بين العرب و اسرئيل لاقامة دولة فلسطينية لا حول لها و لا قوة  تحت سيطرة المحتلين الصهاينة و ليست لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

نحن الآن أمام واقعة تم تغيير ملامحها بتغيير المسميات.

ترجمة: فاطمة ابرهيم المنوفي

lgili YazlarArabiyah

Editr emreakif on January 9, 2009

Yorumunuz

İsminiz(gerekli)

Email Adresiniz(gerekli)

Kişisel Blogunuz

Comments

Dier Yazlar